مستحبات التخلی و مکروهاته

فصل فی مستحبات التخلی و مکروهاته

أما الأول فأن یطلب خلوة أو یبعد حتی لا یری شخصه، وأن یطلب مکاناً مرتفعاً للبول أو موضعاً رَخواً، وأن یقدّم رجله الیسری عند الدخول فی بیت الخلاء ورجله الیمنی عند الخروج، وأن یستر رأسه، وأن یتقنع، ویجزیء عن ستر الرأس، وأن یسمی عند کشف العورة، وأن یتکئ فی حال الجلوس علی رجله الیسری، ویفرّج رجله الیمنی، وأن یستبرئ بالکیفیة التی مرت، وأن یتنحنح قبل الاستبراء، وأن یقرأ الأدعیة المأثوره بأن یقول عند الدخول: ((اللهم إنی أعوذ بک من الرجس النجس الخبیث المخبث الشیطان الرجیم )) أو یقول: ((الحمد لله الحافظ المؤدی )) والأولی الجمع بینهما، وعند خروج الغائط: ((الحمد لله الذی أطعمنیه طیباً فی عافیة وأخرجه خبیثاً فی عافیة )) وعند النظر إلی الغائط: ((اللهم ارزقنی الحلال وجنّبنی عن الحرام ))، وعند رؤیة الماء: ((الحمد لله الذی جعل الماء طهوراً ولم یجعله نجساً )) وعند الاستنجاء: ((اللهم حصّن فرجی وأعفّه واستر عورتی وحرّمنی علی النار ووفقنی لما یقربنی منک یا ذا الجلال والإکرام ))، وعند الفراغ من الاستنجاء: ((الحمد لله الذی عافانی من البلاء وأماط عنی الأذی )) وعند القیام عن محل الاستنجاء یمسح یده الیمنی علی بطنه ویقول: ((الحمد لله الذی أماط عنی الأذی وهنأنی طعامی وشرابی وعافانی من البلوی )) وعند الخروج أو بعده: ((الحمد لله الذی عرّفنی لذته وأبقی فی جسدی قوته وأخرج عنی أذاه یا لها نعمة یا لها نعمة یا لها نعمة لا یقدر القادرون قدرها )) ویستحب أن یقدم الاستنجاء من الغائط علی الاستنجاء من البول، وأن یجعل المَسَحات إن استنجی بها وتراً، فلو لم ینقَ بالثلاثة وأتی برابع یستحب أن یأتی بخامس لیکون وتراً وإن حصل النقاء بالرابع، وأن یکون الاستنجاء والاستبراء بالید الیسری، ویستحب أن یعتبر ویتفکر فی أن ما سعی واجتهد فی تحصیله وتحسینه کیف صار أذیة علیه، ویلاحظ قدرة الله تعالی فی رفع هذه الأذیة عنه وإراحته منها.

واما المکروهات فهی استقبال الشمس والقمر بالبول والغائط، وترتفع بستر فرجه ولو بیده أو دخوله فی بناء أو وراء حائط، واستقبال الریح بالبول بل بالغائط أیضاً، والجلوس فی الشوارع (۵۳۲)، أو المشارع، أومنزل القافلة، أو دروب المساجد، أو الدور، أو تحت الأشجار المثمرة ولو فی غیر أوان الثمر، والبول قائماً، وفی الحمام، وعلی الأرض الصلبة، وفی ثقوب الحشرات، وفی الماء خصوصاً الراکد وخصوصاً فی اللیل، والتطمیح بالبول أی البول فی الهواء، والأکل والشرب حال التخلی بل فی بیت الخلاء مطلقاً، والاستنجاء بالیمین، وبالیسار إذا کان علیه خاتم فیه اسم الله (۵۳۳)، وطول المکث فی بیت الخلاء، والتخلی علی قبور المؤمنین إذا لم یکن هتکاً (۵۳۴) وإلا کان حراماً، واستصحاب الدرهم البیض بل مطلقاً إذا کان علیه اسم الله أو محترم آخر إلا أن یکون مستوراً، والکلام فی غیر الضرورة إلا بذکر الله أو آیة الکرسی أو حکایة الأذان أو تسمیت العاطس.

[۴۵۹] مسألة ۱: یکره حبس البول أو الغائط، وقد یکون حراماً إذا کان مضراً (۵۳۵)، وقد یکون واجباً کما إذا کان متوضئاً ولم یسع الوقت للتوضؤ بعدهما والصلاة، وقد یکون مستحباً کما إذا توقف مستحب أهم علیه.

[۴۶۰] مسألة ۲: یستحب البول حین إرادة الصلاة، وعند النوم، وقبل الجماع، وبعد خروج المنی، وقبل الرکوب علی الدابة إذا کان النزول والرکوب صعباً علیه، وقبل رکوب السفینة إذا کان الخروج صعباً.

[۴۶۱] مسألة ۳: إذا وجد لقمة خبز فی بیت الخلاء یستحب أخذها وإخراجها وغسلها ثم أکلها.

وهی أمور:

الأول والثانی: البول والغائط من الموضع الأصلی ولو غیر معتاد، أو من غیره مع انسداده أو بدونه بشرط الاعتیاد أو الخروج علی حسب المتعارف (۵۳۶)، ففی غیر الأصلی مع عدم الاعتیاد وعدم کون الخروج علی حسب المتعارف إشکال، والأحوط (۵۳۷) النقض مطلقاً خصوصاً إذا کان دون المعدة، ولا فرق فیهما بین القلیل والکثیر حتی مثل القطرة ومثل تلوث رأس شیشة الاحتقان بالعذرة، نعم الرطوبات الأخر غیر البول والغائط الخارجة من المخرجین لیست ناقضة، وکذا الدود أو نوی التمر ونحوهما إذا لم یکن متلطخاً بالعذرة.

الثالث: الریح الخارج (۵۳۸) من مخرج الغائط إذا کان من المعدة (۵۳۹) صاحب صوتاً أو لا، دون ما خرج من القبل، أم لم یکن من المعدة کنفخ الشیطان، أو إذا من الخارج ثم خرج.

الرابع: النوم مطلقاً، وإن کان فی حال المشی إذا غلب علی القلب والسمع والبصر، فلا تنقض الخفقة إذا لم تصل إلی الحد المذکور.

الخامس: کل ما أزال العقل، مثل الإغماء والسکر والجنون دون مثل البهت.

السادس: الاستحاضة القلیلة بل الکثیرة (۵۴۰) والمتوسطة وإن أوجبتا (۵۴۱) الغسل أیضاً، وأما الجنابة فهی تنقض الوضوء لکن توجب الغسل فقط.

[۴۶۲] مسألة ۱: إذا شک فی طروء أحد النواقض بنی علی العدم، وکذا إذا شک فی أن الخارج بول أو مذی مثلاً، إلا أن یکون قبل الاستبراء فیحکم بأنه بول، فإن کان متوضئاً انتقض وضوؤه کما مر.

[۴۶۳] مسألة ۲: إذا خرج ماء الاحتقان ولم یکن معه شیء من الغائط لم ینتقض الوضوء، وکذا لو شک فی خروج شیء من الغائط معه.

[۴۶۴] مسألة ۳: القَیح الخارج من مخرج البول أو الغائط لیس بناقض، وکذا الدم الخارج منهما إلا إذا علم أن بوله أو غائطه صار دماً (۵۴۲)، وکذا المَذی والوَذی والوَدی والأول هو ما یخرج بعد الملاعبة والثانی ما یخرج بعد خروج المنی والثالث ما یخرج بعد خروج البول.

[۴۶۵] مسألة ۴: ذکر جماعة من العلماء استحباب الوضوء عقیب المذی، والودی، والکذب، والظلم، والإِکثار من الشعر الباطل، والقیء، والرعاف، والتقبیل بشهوة، ومس الکلب، ومس الفرج ولو فرج نفسه، ومس باطن الدبر، والإِحلیل، ونسیان الاستنجاء قبل الوضوء، والضحک فی الصلاة، والتخلیل إذا أدمی، لکن الاستحباب فی هذه الموارد غیر معلوم، والأولی أن یتوضأ برجاء المطلوبیة، ولو تبین بعد هذا الوضوء کونه محدثاً بأحد النواقض المعلومة کفی ولا یجب علیه ثانیاً، کما أنه لو توضأ احتیاطاً لاحتمال حدوث الحدث ثم تبین کونه محدثاً کفی ولا یجب ثانیاً.

(۵۳۲) (والجلوس فی الشوارع): اذا لم یطرء علیه عنوان آخر یقتضی التحریم وکذا الحال فیما بعده.

(۵۳۳) (اسم الله): مع عدم انطباق الهتک أو التنجیس والا فیحرم.

(۵۳۴) (اذا لم یکن هتکاً): قد مر ما یرتبط بالمقام فی المسألة العشرین من فصل التخلی.

(۵۳۵) (اذا کان مضراً): فی اطلاقه نظر أو منع.

(۵۳۶) (أو الخروج علی حسب المتعارف): ای بدفع طبیعی لا بالألة.

(۵۳۷) (والاحوط): الاولی.

(۵۳۸) (الثالث: الریح الخارج): مع صدق أحد الاسمین المعهودین علیه.

(۵۳۹) (اذا کان من المعدة): لا دخالة له.

(۵۴۰) (بل الکثیرة): الاقوی عدم وجوب الوضوء فیها.

(۵۴۱) (وان أوجبتا الغسل): فی وجوب الغسل فی المتوسطة کلام سیأتی فی محله.

(۵۴۲) (الا اذا علم ان بوله او غائطه صار دماً): هذا مجرد فرض الا ان یرید امتزاجهما بالدم وتلونهما بلونه.