فصل فی حکم دائم الحدث
المسلوس والمبطون إما أن یکون لهما فترة تسع الصلاة والطهارة ولو بالاقتصار علی خصوص الواجبات وترک جمیع المستحبات أم لا وعلی الثانی إما أن یکون خروج الحدث فی مقدار الصلاة مرتین أو ثلاثة مثلاً أو هو متصل، ففی الصورة الاُولی یجب إتیان الصلاة فی تلک الفترة، سواء کانت فی أول الوقت أو وسطه أو آخره، وإن لم تسع إلا لإتیان الواجبات اقتصر علیها وترک جمیع المستحبات، فلو أتی بها فی غیر تلک الفترة بطلت، نعم لو اتفق عدم الخروج والسلامة إلی آخر الصلاة صحت إذا حصل منه قصد القربة، وإذا وجب المبادرة لکون الفترة فی أول الوقت فأخر إلی الآخر عصی، لکن صلاته صحیحة.
وأما الصورة الثانیة ـ وهی ما إذا لم تکن فترة واسعة إلا أنه لا یزید علی مرتین أو ثلاثة أو أزید بما لا مشقة (۷۸۴) فی التوضؤ فی الأثناء والبناء ـ یتوضأ ویشتغل بالصلاة (۷۸۵) بعد أن یضع الماء إلی جنبه، فاذا خرج منه شیء توضأ بلا مهلة وبنی علی صلاته (۷۸۶) من غیر فرق بین المسلوس والمبطون لکن الأحوط أن یصلی صلاة أخری بوضوء واحد خصوصاً فی المسلوس، بل مهما أمکن لا یترک هذا الاحتیاط فیه.
وأما الصورة الثالثة ـ وهی أن یکون الحدث متصلاً بلا فترة أو فترات یسیرة بحیث لو توضأ بعد کل حدث وبنی لزم الحرج (۷۸۷) ـ یکفی أن یتوضأ لکل صلاة (۷۸۸)، ولا یجوز أن یصلی صلاتین بوضوء واحد نافلة کانتا أو فریضة أو مختلفة، هذا إن أمکن إتیان بعض کل صلاة بذلک الوضوء، وأما إن لم یکن کذلک بل کان الحدث مستمراً بلا فترة یمکن إتیان شیء من الصلاة مع الطهارة فیجوز أن یصلی بوضوء واحد صلوات عدیدة، وهو بحکم المتطهر إلی أن یجیئه حدث آخر من نوم أو نحوه أو خرج منه البول أو الغائط علی المتعارف، لکن الأحوط فی هذه الصورة أیضاً الوضوء لکل صلاة، والظاهر أن صاحب سلس الریح (۷۸۹) أیضاً کذلک.
[۶۲۹] مسألة ۱: یجب علیه المبادرة (۷۹۰) إلی الصلاة بعد الوضوء بلا مهلة.
[۶۳۰] مسألة ۲: لا یجب علی المسلوس والمبطون أن یتوضئا لقضاء التشهد والسجدة المنسیین، بل یکفیهما وضوء الصلاة التی نسیا فیها، بل وکذا صلاة الاحتیاط یکفیها وضوء الصلاة التی شک فیها، وإن کان الأحوط الوضوء لها مع مراعاة عدم الفصل الطویل وعدم الاستدبار، وأما النوافل فلا یکفیها وضوء فریضتها (۷۹۱)، بل یشترط الوضوء لکل رکعتین منها.
[۶۳۱] مسألة ۳: یجب علی المسلوس التحفظ من تعدّی بوله بکیس فیه قطن أو نحوه، والأحوط غسل الحشفة قبل کل صلاة، وأما الکیس فلا یلزم تطهیره وإن کان أحوط، والمبطون أیضاً إن أمکن تحفظه بما یناسب یجب، کما أن الأحوط تطهیر المحل أیضاً إن أمکن من غیر حرج.
[۶۳۲] مسألة ۴: فی لزوم معالجة السَلَس والبَطَن إشکال، والأحوط (۷۹۲)المعالجة مع الإمکان بسهولة، نعم لو أمکن التحفظ بکیفیة خاصة مقدار اداء الصلاة وجب (۷۹۳)وإن کان محتاجاً إلی بذل مال.
[۶۳۳] مسألة ۵: فی جواز مس کتابة القرآن للمسلوس والمبطون بعد الوضوء للصلاة مع فرض دوام الحدث وخروجه بعده إشکال حتی حال الصلاة (۷۹۴)، إلا أن یکون المس واجباً.
[۶۳۴] مسألة ۶: مع احتمال الفترة الواسعة الأحوط (۷۹۵) الصبر، بل الأحوط الصبر إلی الفترة التی هی أخف مع العلم بها بل مع احتمالها، لکن الاقوی عدم وجوبه.
[۶۳۵] مسألة ۷: إذا اشتغل بالصلاة مع الحدث باعتقاد عدم الفترة الواسعة وفی الأثناء تبین وجودها قطع الصلاة، ولو تبین بعد الصلاة أعادها.
[۶۳۶] مسألة ۸: ذکر بعضهم أنه لو أمکنهما إتیان الصلاة الاضطراریة ولو بأن یقتصرا فی کل رکعة علی تسبیحة ویومئا للرکوع والسجود مثل صلاة الغریق فالأحوط الجمع بینها وبین الکیفیة السابقة، وهذا وإن کان حسناً لکن وجوبه محل منع بل تکفی الکیفیة السابقة.
[۶۳۷] مسألة ۹: من أفراد دائم الحدث المستحاضة، وسیجیء حکمها.
[۶۳۸] مسألة ۱۰: لا یجب علی المسلوس والمبطون بعد برئهما قضاء ما مضی من الصلوات، نعم إذا کان فی الوقت وجبت الإعادة (۷۹۶).
[۶۳۹] مسألة ۱۱: من نذر أن یکون علی الوضوء دائماً إذا صار مسلوساً أو مبطوناً الأحوط تکرار الوضوء(۷۹۷) بمقدار لایستلزم الحرج، ویمکن القول بالانحلال والنذر ، وهو الاظهر.
(۷۸۴) (بما لا مشقة): نوعاً.
(۷۸۵) (یتوضأ ویشتغل بالصلاة): وجوب الاتیان بها فی الفترة مبنی علی الاحتیاط الوجوبی.
(۷۸۶) (وبنی علی صلاته):الاظهر انه لا یجب علیه اعادة الوضوء اذا فاجأه الحدث اثناء الصلاة أو بعدها الا ان یحدث حدثاً آخر بالتفصیل الاتی فی الصورة الثالثة، ولکن الاحوط ولا سیما للمبطون ان یجدد الوضوء کلما فاجأه الحدث اثناء الصلاة ویبنی علیها اذا لم یکن موجباً لفوات الموالاة المعتبرة بین اجزاء الصلاة بسبب استعراق الحدث المفاجئ أو تجدید الوضوء أو الامرین زمناً طویلاً، کما ان الاحوط اذا احدث بعد الصلاة ان یتوضأ للصلاة الاخری.
(۷۸۷) (لزم الحرج): النوعی.
(۷۸۸) (یتوضأ لکل صلاة): بل یجوز الجمع بین الصلاتین بوضوء واحد بل لا یبعد جواز الاکتفاء به لعدة صلوات ایضاً ما لم یصدر منه غیر ما ابتلی به من سائر الاحداث أو نفس هذا الحدث غیر مستند الی مرضه ولو قبل حصول البرء.
(۷۸۹) (صاحب سلس الریح):وکذلک سلس النوم والاغماء.
(۷۹۰) (یجب علیه المبادرة): لا وجه لوجوبها فی الصورة الاولی مع الفترة، وکذا فی الصورة الاخیرة التی اشار الیها بقوله (واما اذا لم یکن کذلک) والاقوی عدم وجوبها فی الصورتین الثانیة والثالثة ایضاً.
(۷۹۱) (فلا یکفیها وضوء فریضتها):بل یکفیها کما مر.
(۷۹۲) (والاحوط): الاولی.
(۷۹۳) (وجب): الاظهر عدم وجوبه مطلقاً.
(۷۹۴) (اشکال حتی حال الصلاة): الاقرب الجواز مطلقاً.
(۷۹۵) (مع الحتمال الفترة الواسعة الاحوط): استحباباً. (۷۹۶) (وجبت الاعادة): علی الاحوط.