فصل فی شرائط صلاة المیت
وهی أمور:
الأول: أن یوضع المیت مستلقیا.
الثانی: أن یکون رأسه إلی یمین المصلی ورجله یساره.
الثالث: أن یکون المصلی خلفه محاذیاً له لا أن یکون فی أحد طرفیه إلا إذا طال صف المأمومین.
الرابع: أن یکون المیت حاضراً، فلا تصح علی الغائب وإن کان حاضراً فی البلد.
الخامس: أن لا یکون بینهما حائل ([1]) کستر أو جدار، ولا یضر کون المیت فی التابوت ونحوه.
السادس: أن لا یکون بینهما بُعد مفرط علی وجه لا یصدق الوقوف عنده إلا فی المأموم مع اتصال الصفوف.
السابع: أن لا یکون أحدهما أعلی من الآخر علواً مفرطا.
الثامن: استقبال المصلی القبلة.
التاسع: أن یکون قائما.
العاشر: تعیین المیت علی وجه یرفع الإبهام ولو بأن ینوی المیت الحاضر أو ما عینه الإمام.
الحادی عشر: قصد القربة.
الثانی عشر: إباحة المکان ([2]).
الثالث عشر: الموالاة بین التکبیرات والأدعیة علی وجه لا تمحو صورة الصلاة.
الرابع عشر: الاستقرار بمعنی عدم الاضطراب علی وجه لایصدق معه القیام، بل الأحوط کونه بمعنی ما یعتبر فی قیام الصلوات الأخر.
الخامس عشر: أن تکون الصلاة بعد التغسیل والتکفین والحنوط کما مرّ سابقا.
السادس عشر: أن یکون مستور العورة إن تعذر الکفن ولو بنحو حجر أو لبنة.
السابع عشر: إذن الولی ([3]) .
[۹۶۹] مسئله ۱ : لا یعتبر فی صلاة المیت الطهارة من الحدث والخبث وإباحة اللباس وستر العورة، وإن کان الأحوط اعتبار جمیع شرائط الصلاة حتی صفات الساتر من عدم کونه حریراً أو ذهباً أو من أجزاء ما لا یؤکل لحمه، وکذا الأحوط ([4]) مراعاة ترک الموانع للصلاة کالتکلم والضحک والالتفات عن القبلة.
[۹۷۰] مسئله ۲ : إذا لم یتمکن من الصلاة قائماً أصلا یجوز أن یصلی جالساً، وإذا دار الأمر بین القیام بلا استقرار والجلوس مع الاستقرار یقدم القیام، وإذا دار بین الصلاة ماشیاً أو جالساً یقدم الجلوس إن خیف علی المیت من الفساد مثلاً، وإلا فالأحوط ([5]) الجمع.
[۹۷۱] مسئله ۳ : إذا لم یمکن الاستقبال اصلا سقط، وإن اشتبه صلی إلی أربع جهات ([6]) إلا إذا خیف علیه الفساد فیتخیر، وإن کان بعض الجهات مظنوناً صلی إلیه وإن کان الأحوط الأربع.
[۹۷۲] مسئله ۴ : إذا کان المیت فی مکان مغصوب والمصلی فی مکان مباح صحت الصلاة.
[۹۷۳] مسئله ۵ : إذا صلی علی میتین بصلاة واحدة وکان مأذوناً من ولی أحدهما دون الآخر أجزأ بالنسبة إلی المأذون فیه دون الآخر.
[۹۷۴] مسئله ۶ : إذا تبین بعد الصلاة أن المیت کان مکبوباً وجب الإعادة بعد جعله مستلقیاً علی قفاه.
[۹۷۵] مسئله ۷ : إذا لم یصلّ علی المیت حتی دفن یصلی علی قبره ([7])، وکذا إذا تبین بعد الدفن بطلان الصلاة من جهة من الجهات.
[۹۷۶] مسئله ۸ : إذا صلی علی القبر ثم خرج المیت من قبره بوجه من الوجوه فالأحوط إعادة الصلاة علیه.
[۹۷۷] مسئله ۹ : یجوز التیمم لصلاة الجنازة وإن تمکن من الماء، وإن کان الأحوط ([8]) الاقتصار علی صورة عدم التمکن من الوضوء أو الغسل أو صورة خوف فوت الصلاة منه.
[۹۷۸] مسئله ۱۰ : الأحوط ([9]) ترک التکلم فی أثناء الصلاة علی المیت، وإن کان لا یبعد عدم البطلان به.
[۹۷۹] مسئله ۱۱ : مع وجود من یقدر علی الصلاة قائماً فی إجزاء صلاة العاجز عن القیام جالساً إشکال، بل صحتها أیضاً محل إشکال ([10]) .
[۹۸۰] مسئله ۱۲ : إذا صلی علیه العاجز عن القیام جالساً باعتقاد عدم وجود من یتمکن من القیام تبین وجوده فالظاهر وجوب الإعادة، بل وکذا إذا لم یکن موجوداً من الأول لکن وجد بعد الفراغ من الصلاة، وکذا إذا عجز القادر القائم فی أثناء الصلاة فتمّمها جالساً فانها لا تجزئ عن القادر فیجب علیه الإتیان بها قائما.
[۹۸۱] مسئله ۱۳ : إذا شک فی أن غیره صلی علیه أم لا بنی علی عدمها، وإن علم بها وشک فی صحتها وعدمها حمل علی الصحة وإن کان من صلی علیه فاسقاً، نعم لو علم بفسادها وجب الإعادة وإن کان المصلی معتقداً للصحة وقاطعاً بها.
[۹۸۲] مسئله ۱۴ : إذا صلی أحد علیه معتقداً بصحتها بحسب تقلیده أو اجتهاده لا یجب ([11]) علی من یعتقد فسادها بحسب تقلیده أو اجتهاده، نعم لو علم علماً قطعیاً ببطلانها وجب علیه إتیانها وإن کان المصلی أیضاً قاطعاً بصحتها.
[۹۸۳] مسئله ۱۵ : المصلوب بحکم الشرع لا یصلّی علیه قبل الإنزال، بل یصلی علیه بعد ثلاثة أیام بعد ما ینزل، وکذا إذا لم یکن بحکم الشرع لکن یجب إنزاله فوراً والصلاة علیه، ولو لم یمکن إنزاله یصلی علیه وهو مصلوب مع مراعاة الشرائط بقدر الإمکان.
[۹۸۴] مسئله ۱۶ : یجوز تکرار الصلاة علی المیت سواء اتحد المصلی أو تعدد، لکنه مکروه ([12]) إلا إذا کان المیت من أهل العلم والشرف والتقوی.
[۹۸۵] مسئله ۱۷ : یجب أن یکون الصلاة قبل الدفن، فلا یجوز التأخیر إلی ما بعده، نعم لو دفن قبل الصلاة عصیاناً أو نسیاناً أو لعذر آخر أو تبین کونها فاسدة ولو لکونه حال الصلاة علیه مقلوباً لا یجوز نبشه لأجل الصلاة، بل یصلی علی قبره ([13]) مرعیاً للشرائط من الاستقبال وغیره وإن کان بعد یوم ولیلة بل وأزید أیضاً إلا أن یکون بعد ما تلاشی ولم یصدق علیه الشخص المیت فحینئذ یسقط الوجوب، وإذا برز بعد الصلاة علیه بنبش أو غیره فالأحوط إعادة الصلاة علیه.
[۹۸۶] مسئله ۱۸ : المیت المصلی علیه قبل الدفن یجوز الصلاة علی قبره أیضاً ما لم یمض أزید من یوم ولیلة، وإذا مضی أزید من ذلک فالأحوط الترک.
[۹۸۷] مسئله ۱۹ : یجوز الصلاة علی المیت فی جمیع الأوقات بلا کراهة، حتی فی الأوقات التی یکره النافلة فیها عند المشهور من غیر فرق بین أن یکون الصلاة علی المیت واجبة أو مستحبة.
[۹۸۸] مسئله ۲۰ : یستحب المبادرة إلی الصلاة علی المیت وإن کان فی وقت فضیلة الفریضة، ولکن لا یبعد ترجیح تقدیم وقت الفضیلة مع ضیقه، کما أن الأولی تقدیمها علی النافلة وعلی قضاء الفریضة، ویجب تقدیمها علی الفریضة فضلاً عن النافلة فی سعة الوقت إذا خیف علی المیت من الفساد، ویجب تأخیرها عن الفریضة مع ضیق وقتها وعدم الخوف علی المیت، وإذا خیف علیه مع ضیق وقت الفریضة تقدم الفریضة ([14]) ویصلی علیه بعد الدفن، وإذا خیف علیه من تأخیر الدفن مع ضیق وقت الفریضة یقدم الدفن ([15]) وتقضی الفریضة، وإن أمکن أن یصلی الفریضة مومیاً ([16])صلی ولکن لا یترک القضاء أیضاً.
[۹۸۹] مسئله ۲۱ : لا یجوز علی الأحوط ([17]) إتیان صلاة المیت فی أثناء الفریضة وإن لم تکن ماحیة لصورتها کما إذا اقتصر علی التکبیرات وأقل الواجبات من الأدعیة فی حال القنوت مثلا.
[۹۹۰] مسئله ۲۲ : إذا کان هناک میتان یجوز أن یصلّی علی کل واحد منهما، منفرداً، ویجوز التشریک بینهما فی الصلاة فیصلی صلاة واحدة علیهما وإن کانا مختلفین فی الوجوب والاستحباب، وبعد التکبیر الرابع یأتی بضمیر التثنیة، هذا إذا لم یخف علیهما أو علی أحدهما من الفساد، وإلا وجب التشریک أو تقدیم من یخاف فساده.
[۹۹۱] مسئله ۲۳ : إذا حضر فی أثناء الصلاة علی المیت میت آخر یتخیر المصلی بین وجوه:
الأول: أن یتم الصلاة علی الأول ثم یأتی بالصلاة علی الثانی.
الثانی: قطع الصلاة واستئنافها بنحو التشریک.
الثالث: التشریک فی التکبیرات الباقیة وإتیان الدعاء لکل منهما بما یخصه والإتیان ببقیة الصلاة للثانی بعد تمام صلاة الأول، مثلاً إذا حضر قبل التکبیر الثالث یکبر ویأتی بوظیفة صلاة الأول وهی الدعاء للمؤمنین والمؤمنات وبالشهادتین لصلاة المیت الثانی، وبعد التکبیر الرابع یأتی بالدعاء للمیت الأول وبالصلاة علی النبی (صلّی الله علیه وآله) للمیت الثانی، وبعد الخامسة تتم صلاة الأول ویأتی للثانی بوظیفة التکبیر الثالث، وهکذا یتم بقیة صلاته، ویتخیر فی تقدیم وظیفة المیت الأول أو الثانی بعد کل تکبیر مشترک، هذا مع عدم الخوف علی واحد منهما، وأما إذا خیف علی الأول یتعین الوجه الأول، وإذا خیف علی الثانی یتعین الوجه الثانی أوتقدیم الصلاة علی الثانی بعد القطع، وإذا خیف علیهما معاًتلاحظ قلة الزمان([18]) فی القطع والتشریک بالنسبة إلیهما إن أمکن، وإلا فالأحوط عدم القطع.
فصل فی آداب الصلاة علی المیت
وهی أمور:
الأول: أن یکون المصلی علی طهارة من الوضوء أو الغسل أو التیمم، وقد مر جواز التیمم مع وجدان الماء أیضاً إن خاف فوت الصلاة لو أراد الوضوء بل مطلقاً ([19]).
الثانی: أن یقف الإمام والمنفرد عند وسط الرجل بل مطلق الذکر، وعند صدر المرأة بل مطلق الأنثی، ویتخیر فی الخنثی، ولو شرّک بین الذکر والأنثی فی الصلاة جعل وسط الرجل فی قبال صدر المرأة لیدرک الاستحباب بالنسبة إلی کل منهما.
الثالث: أن یکون المصلی حافیاً، بل یکره الصلاة بالحذاء دون مثل الخف والجورب.
الرابع: رفع الیدین عند التکبیر الأول بل عند الجمیع علی الأقوی.
الخامس: أن یقف قریباً من الجنازة بحیث لو هبّت الریح وصل ثوبه إلیها.
السادس: أن یرفع الإمام صوته بالتکبیرات بل الأدعیة أیضاً، وأن یسرّ المأموم.
السابع: اختیار المواضع المعتاد للصلاة التی هی مظان الاجتماع وکثرة المصلین.
الثامن: أن لا توقع فی المساجد، فانه مکروه عدا مسجد الحرام.
التاسع: أن تکون بالجماعة، وإن کان یکفی المنفرد ولو امرأة.
العاشر: أن یقف المأموم خلف الامام وإن کان واحداً. بخلاف الیومیة، حیث یستحب وقوف إن کان واحداً إلی جنبه.
الحادی عشر: الاجتهاد فی الدعاء للمیت والمؤمنین.
الثانی عشر: أن یقول قبل الصلاة: «الصلاة» ثلاث مرات.
الثالث عشر: أن تقف الحائض إذا کانت مع الجماعة فی صف وحدها.
الرابع عشر: رفع الیدین عند الدعاء علی المیت بعد التکبیر الرابع علی قول بعض العلماء، لکنه مشکل إن کان بقصد الخصوصیة والورود.
[۹۹۲] مسئله ۲۴ : إذا اجتمعت جنازات فالأولی الصلاة علی کل واحد منفردا.
وإن أراد التشریک فهو علی وجهین:
الأول: أن یوضع الجمیع قدام المصلی مع المحاذاة، والأولی مع اجتماع الرجل والمرأة جعل الرجل أقرب إلی المصلی حراً کان أو عبداً، کما أنه لو اجتمع الحر والعبد جعل الحر أقرب إلیه، ولو اجتمع الطفل مع المرأة جعل الطفل أقرب إلیه إذا کان ابن ست سنین وکان حراً، ولو کانوا متساوین فی الصفات لا بأس بالترجیح بالفضیلة ونحوها من الصفات الدینیة، ومع التساوی فالقرعة، وکل هذا علی الأولویة لا الوجوب، فیجوز بأی وجه اتفق.
الثانی: أن یجعل الجمیع صفاً واحداً ویقوم المصلی وسط الصف بأن یجعل رأس کل عند ألیة الأخر شبه الدرج، ویراعی فی الدعاء لهم بعد التکبیر الرابع تثنیة الضمیر أو جمعه وتذکیره وتأنیثه، ویجوز التذکیر فی الجمیع بلحاظ لفظ المیت، کما أنه یجوز التأنیث بلحاظ الجنارة.
[1]. (ان لا یكون بینهما حائل): على نحو لا یصدق الوقوف علیه.
[2]. (اباحة المكان): لا یبعد عدم اعتبارها.
[3]. (اذن الولی): تقدم الكلام فیه.
[4]. (وكذا الاحوط): بل یلزم اجتناب ما تنمحی به صورة الصلاة ولا یترك الاحتیاط بترك التكلم والقهقهة والاستدبار مطلقاً.
[5]. (فالاحوط): الاولى.
[6]. (صلى الى اربع جهات): اذا بذل جهده فی معرفة القبلة ولم یحصل له الظن بوجودها فی جهة معینة اجزئه على الاظهر الاتیان بصلاة واحدة متوجهاً الى الجهة التی یحتمل وجوج القبلة فیها.
[7]. (یصلى على قبره): فی مشروعیة الصلاة على القبر اشكال فلا بُدّ من الاتیان بها رجاءً.
[8]. (وان كان الاحوط): لا یترك نعم لا بأس بالاتیان به رجاءً.
[9]. (الاحوط): لا یترك كما مر.
[10]. (محل اشكال): ضعیف.
[11]. (لا یجب): فیه اشكال بل منع، نعم اذا صلى المخالف على المخالف لم تجب اعادتها على الامامی مطلقاً الا اذا كان هو الولی.
[12]. (لكنه مكروه): لم یثبت ذلك.
[13]. (بل یصلى على قبره): تقدم الاشكال فیه، ومنه یظهر الحال فی المسألة الآتیة ایضاً.
[14]. (تقدم الفریضة): اذا لم یمكن الجمع بین الصلاتین مع الاقتصار على اقل الواجب فیهما وحینئذٍ یصلى علیه بعد الدفن رجاءً كما مر.
[15]. (یقدم الدفن): اذا فرض ان تأخیره ولو بمقدار الاتیان بصلاة الفریضة مع الاقتصار على اقل الواجب مستلزم لهتك حرمة المؤمن، والا فلا یبعد لزوم تقدیم الصلاة.
[16]. (مومیاً): فی الفرض المتقدم حال الاشتغال بالدفن.
[17]. (لا یجوز على الاحوط): الجواز لا یخلو عن وجه.
[18]. (تلاحظ قلة الزمان): وهی تحصل بالتشریك لما تقدم من عدم اختصاص كل تكبیرة بذكر خاص.
[19]. (بل مطلقاً): تقدم الكلام فیه.