فصل فی الدفن

فصل فی الدفن

یجب کفایة ([1]) دفن المیت بمعنی مواراته فی الأرض بحیث یؤمن علی جسده من السباع ومن إیذاء ریحه للناس، ولا یجوز وضعه فی بناء أو فی تابوت ولو من حجر بحیث یؤمن من الأمرین مع القدرة علی الدفن تحت الأرض، نعم مع عدم الإمکان لا بأس بهما، والأقوی کفایة مجرد المواراة فی الأرض بحیث یؤمن من الأمرین من جهة عدم وجود السباع أو عدم وجود الإنسان هناک، لکن الأحوط کون الحفیرة علی الوجه المذکور وإن کان الأمن حاصلاً بدونه.

[۹۹۳] مسئله ۱ : یجب کون الدفن مستقبل القبلة علی جنبه الأیمن، بحیث یکون رأسه إلی المغرب ([2]) ورجله إلی المشرق، وکذا فی الجسد بلا رأس، بل فی الرأس بلا جسد ([3])، بل فی الصدر وحده، بل فی کل جزء یمکن فیه ذلک.

[۹۹۴] مسئله ۲ : إذا مات میت فی السفینة فان أمکن التأخیر لیدفن فی الأرض بلا عسر وجب ذلک، وإن لم یمکن لخوف فساده أو لمنع مانع یغسّل ویکفّن ویحنّط ویصلّی علیه ویوضع فی خابیة ویوکأ رأسها ویلقی فی البحر مستقبل القبلة علی الأحوط، وإن کان الأقوی عدم وجوب الاستقبال، أو یثقل المیت بحجر أو نحوه بوضعه فی رجله ویلقی فی البحر کذلک، والأحوط مع الإمکان اختیار الوجه الأول، وکذا إذا خیف علی المیت من نبش العدو قبره وتمثیله.

[۹۹۵] مسئله ۳ : إذا ماتت کافرة کتابیة أو غیر کتابیة ومات فی بطنها ولد من مسلم بنکاح أو شبهة أو ملک یمین ([4]) تدفن مستدبرة للقبلة علی جانبها الأیسر علی وجه یکون الولد فی بطنها مستقبلاً، والأحوط ([5]) العمل بذلک فی مطلق الجنین ولو لم تلج الروح فیه، بل لا یخلو عن قوة.

[۹۹۶] مسئله ۴ : لا یعتبر فی الدفن قصد القربة، بل یکفی دفن الصبی إذا علم أنه أتی به بشرائطه ولو علم أنه ما قصد القربة.

[۹۹۷] مسئله ۵ : إذا خیف علی المیت من إخراج السبع إیاه وجب إحکام القبر بما یوجب حفظه من القیر والآجر ونحو ذلک، کما أن فی السفینة إذا أرید القاؤه فی البحر لابد من اختیار مکان مأمون من بلع حیوانات البحر إیاه بمجرد الإلقاء.

[۹۹۸] مسئله ۶ : مؤونة الإلقاء فی البحر من الحجر أو الحدید الذی یثقل به أو الخابیة التی یوضع فیها تخرج من أصل الترکة، وکذا فی الآجر والقیر والساروج فی موضع الحاجة إلیها.

[۹۹۹] مسئله ۷ : یشترط فی الدفن ایضاً إذن الولی ([6])کالصلاة وغیرها.

[۱۰۰۰] مسئله ۸ : إذا اشتبهت القبلة یعمل بالظن ([7]) ومع عدمه أیضاً یسقط وجوب الاستقبال إن لم یمکن تحصیل العلم ولو بالتأخیر علی وجه لا یضر بالمیت ولا بالمباشرین.

[۱۰۰۱] مسئله ۹ : الأحوط ([8]) إجراء أحکام المسلم علی الطفل المتولد من الزنا من الطرفین إذا کانا مسلمین أو کان أحدهما مسلماً، وأما إذا کان الزنا من أحد الطرفین وکان الطرف الأخر مسلماً فلا إشکال فی جریان أحکام المسلم علیه.

[۱۰۰۲] مسئله ۱۰ : لا یجوز دفن المسلم فی مقبرة الکفار، کما لا یجوز العکس أیضاً، نعم إذا اشتبه المسلم والکافر یجوز دفنهما فی مقبرة المسلمین ([9])، وإذا دفن أحدهما فی مقبرة الآخرین یجوز النبش، أما الکافر فلعدم الحرمة له، وأما المسلم ([10]) فلأن مقتضی احترامه عدم کونه مع الکفار.

[۱۰۰۳] مسئله ۱۱ : لا یجوز دفن المسلم فی مثل المزبلة والبالوعة ونحوهما مما هو هتک لحرمته.

[۱۰۰۴] مسئله ۱۲ : لا یجوز الدفن فی المکان المغضوب، وکذا فی الأراضی الموقوفه لغیر الدفن فلا یجوز الدفن فی المساجد والمدارس ونحوهما ([11])، کما لا یجوز ([12]) الدفن فی قبر الغیر قبل اندراس میته.

[۱۰۰۵] مسئله ۱۳ : یجب دفن الأجزاء المبانة من المیت حتی الشعر والسن والظفر ([13])، وأما السن أو الظفر من الحی فلا یجب دفنهما وإن کان معهما شیء یسیر من اللحم، نعم یستحب دفنهما، بل یستحب حفظهما حتی یدفنا معه، کما یظهر من وصیة مولانا الباقر للصادق (علیهما السلام) وعن أمیر المؤمنین (علیه السلام): أن النبی (صلوات الله علیه وآله) أمر بدفن أربعة: الشعر والسن والظفر والدم، وعن عائشة عنه (صلّی الله علیه وآله): أنه أمر بدفن سبعة أشیاء: الأربعة المذکورة والحیض والمشیمة والعلقة.

[۱۰۰۶] مسئله ۱۴ : إذا مات شخص فی البئر ولم یمکن إخراجه یجب أن یسدّ ویجعل قبراً له.

[۱۰۰۷] مسئله ۱۵ : إذا مات الجنین فی بطن الحامل وخیف علیها من بقائه وجب التوصل إلی إخراجه بالأرفق فالأرفق ولو بتقطیعه قطعة قطعة، ویجب أن یکون المباشر النساء أو زوجها ([14])، ومع عدمهما فالمحارم من الرجال، فان تعذر فالأجانب حفظاً لنفسها المحترمة، ولو ماتت الحامل وکان الجنین حیاً وجب إخراجه ولو بشق بطنها فیشق جنبها الأیسر ([15])ویخرج الطفل ثم یخاط وتدفن، ولا فرق فی ذلک بین رجاء حیاة الطفل بعد الإخراج وعدمه ([16])، ولو خیف مع حیاتهما علی کل منهما انتظر حتی یقضی ([17]).


[1]. (یجب كفایة): تقدم الكلام فیه.

[2]. (رأسه الى المغرب): فیما تكون قبلته فی نقطة الجنوب، والضابط وضعه على وجه یتحقق به الاستقبال حال الاضطجاع على الجانب الایمن.

[3]. (بل فی الرأس بلا جسد): على الاحوط فیه وفیما بعده.

[4]. (أو ملك یمین): بل ولو بزنا على الاظهر.

[5]. (والاحوط): استحباباً فیما لم تلجه الروح.

[6]. (یشترط فی الدفن ایضاً اذن الولی):تكلیفاً لا وضعاً كما مر.

[7]. (یعمل بالظن): العبرة بتحصیل الاحتمال الاقوى بعد التحری بقدر الامكان هذا فیما اذا لم یمكن التأخیر الى حین حصول العلم أو ما بحكمه والا تعین التأخیر.

[8]. (الاحوط): بل الاظهر.

[9]. (فی مقبرة المسلمین): ان لم یمكن دفنهما خارج مقابر المسلمین والكفار والا تعین.

[10]. (واما المسلم): اطلاق الحكم بجواز النبش فیما اذا دفن المسلم فی مقبرة الكفار محل تأمل.

[11]. (ونحوهما): مع الاضطرار بالعین الموقوفة أو المزاحمة مع جهة الوقف والا فعلى الاحوط.

[12]. (كما لا یجوز الدفن): جوازه من حیث هو قریب، نعم ربما یتوقف على مقدمة محرمة كالنبش ونحوه.

[13]. (حتى الشعر والسن والظفر): على الاحوط فیها، نعم لو عثر علیها قبل دفنه یجب جعلها فی كفنه على الاقوى.

[14]. (النساء أو زوجها): لا یبعد تقدم الزوج على النساء مع الامكان، نعم یجوز لها اختیار الارفق بحالها مطلقاً ولو كان هوالاجنبی.

[15]. (فیشق جنبها الایسر): اذا كان شقها اوثق ببقاء الطفل وارفق بحاله والا فیختار ما هو كذلك ومع التساوی فیتخیر.

[16]. (وعدمه): مع احتمال بقاء الطفل حیاً بعد الاخراج ولو قلیلاً واما مع العلم أو الاطمئنان بالعدم فالظاهر عدم الجواز.

[17]. (حتى یقضی): فلا یجوز قتل احدهما استنقاذاً لحیاة الاخر بلا فرق فی ذلك بین الام وغیرها على الاقوى.