[۲۵۳] [۲۵۴] [۲۵۵] [۲۵۶] [۲۵۷] [۲۵۸]
المقصد الرابع: غُسل النفاس
فصل حدث النفاس وأقسام النفساء
ج۱ مسئله ۲۵۳ : دم النفاس هو دم یقذفه الرحم بالولادة معها أو بعدها، علی نحو یستند خروج الدم إلیها عرفاً، وتسمّی المرأة فی هذا الحال بالنفساء، ولا نفاس لمن لم ترَ الدم من الولادة أصلاً أو رأته بعد فصل طویل بحیث لا یستند إلیها عرفاً کما إذا رأته بعد عشرة أیام منها، ولا حدّ لقلیل النفاس فیمکن أن یکون بمقدار لحظة فقط، وحدّ کثیره عشرة أیام، وإن کان الأحوط الأولی فیما زاد علیها إلی ثمانیة عشر یوماً مراعاة تروک النفساء مضافاً إلی أعمال المستحاضة، ویلاحظ فی مبدأ الحساب أُمور :
۱. إنّ مبدأه الیوم، فإنْ ولدت فی اللیل ورأت الدم کان من النفاس ولکنّه خارج عن العشرة.
۲. إنّ مبدأه خروج الدم لا نفس الولادة، فإنْ تأخّر خروجه عنها کانت العبرة فی الحساب بالخروج.
۳. إنّ مبدأه الدم الخارج بعد الولادة، وإن کان الخارج حینها نفاساً أیضاً.
ثُمَّ إنّ الأحوط وجوباً فی النقاء المتخلّل بین نفاس واحد الجمع بین أحکام الطاهرة والنفساء، وکذا فی النقاء المتوسّط بین ولادتین مع تداخل عشرتهما، کما إذا ولدت فی أوّل الشهر ورأت الدم إلی تمام الیوم الثالث ثُمَّ ولدت فی الیوم الخامس ورأت الدم أیضاً، نعم النقاء المتخلّل بین ولادتین مع عدم تداخل عشرتهما طهر ولو کانت لحظة واحدة، فإنّه لا یعتبر فصل أقلّ الطهر بین النفاسین، بل لا یعتبر الفصل بینهما أصلاً کما إذا ولدت ورأت الدم إلی عشرة ثُمَّ ولدت آخر علی رأس العشرة ورأت الدم إلی عشرة أُخری، فالدمان جمیعاً نفاسان متوالیان.
ج۱ مسئله ۲۵۴ : الدم الذی تراه الحبلی قبل ظهور الولد لیس من النفاس کما مرّ، فإنْ رأته فی حال المخاض وعلمت أنّه منه کان بحکم دم الجروح وإن کان الأحوط استحباباً أن ترتّب علیه أحکام دم الاستحاضة، وإنْ رأته قبل حالة المخاض أو فیها ولم تعلم استناده إلیه – سواء أکان متّصلاً بدم النفاس أم منفصلاً عنه بعشرة أیام أو أقلّ – فإن لم یکن بشرائط الحیض فهو استحاضة، وإن کان بشرائطه فهو حیــض، لما مرّ من أنّ الحیــض یجتمع مع الحمــل ولا یعتبر فصــل أقلّ الطهر بین الحیـض المتقدّم والنفاس، نعم یعتبر الفصل به بین النفاس والحیض المتأخّر عنه، کمـا سیأتی.
ج۱ مسئله ۲۵۵ : النفساء إذا رأت الدم واحداً فهی علی أقسام:
۱. التی لا یتجاوز دمها العشرة، فجمیع الدم فی هذه الصورة نفاس.
۲. التی یتجاوز دمها العشرة، وتکون ذات عادة عددیة فی الحیض، وعلمت مقدار عادتها أو نسیتها – فإنّ الناسیة تجعل أکبر عدد محتمل عادة لها فی المقام – ففی هذه الصورة یکون نفاسها بمقدار عادتها والباقی استحاضة.
۳. التی یتجاوز دمها العشرة ولا تکون ذات عادة عددیة فی الحیض – أی المبتدئة والمضطربة – ففی هذه الصورة یکون نفاسها عشرة أیام، ولا ترجع إلی عادة أقاربها فی الحیض أو النفاس ولا إلی عادة نفسها فی النفاس.
ج۱ مسئله ۲۵۶ : النفساء إذا رأت فی عشرة الولادة أزید من دم واحد، کأن رأت دمین أو ثلاثة أو أربعة وهکذا – سواء کان النقاء المتخلّل کالمستوعب لقصر زمن الدمین أو الدماء أم لم یکن کذلک – ففیها صورتان:
الأُولی: أن لا یتجاوز شیء منها العشرة، ففی هذه الصورة یکون کلّ ما تراه نفاساً، وأمّا النقاء المتخلّل فالأحوط لزوماً الجمع فیه بین أعمال الطاهرة وتروک النفساء.
الثانیة: أن یتجاوز الأخیر منها الیوم العاشر وهی علی قسمین:
الأوّل: أن لا تکون المرأة ذات عادة عددیة فی الحیض، وحکمها ما تقدّم فی الصورة الأُولی، فما خرج عن العشرة من الدم الأخیر یحکم بکونه استحاضة.
الثانی: ما إذا کانت ذات عادة عددیة، فما تراه فی مقدار أیام عادتها نفاس، والأحوط لزوماً فی الدم الخارج عن العادة إلی تمام العشرة الجمع بین تروک النفساء وأعمال المستحاضة.
ج۱ مسئله ۲۵۷ : یعتبر فصل أقلّ الطهر – وهی عشرة أیام – بین دم النفاس ودم الحیض الذی بعده کما کان یعتبر ذلک بین الحیضتین، فما تراه النفساء من الدم إلی عشرة أیام بعد تمام نفاسها استحاضة مطلقاً سواء أکان الدم بصفات الحیض أم لم یکن، وسواء أکان الدم فی أیام العادة أم لم یکن، ویعبّر عن هذه العشر بعشرة الاستحاضة، فإذا رأت دماً بعدها – سواء استمرّ بها أم انقطع ثُمَّ عاد – فهو علی قسمین:
الأوّل: أن تکون النفساء ذات عادة وقتیة، وفی هذا القسم ترجع إلی عادتها ولا ترجع إلی التمییز، فإن کانت العادة فی العشرة التالیة لعشرة الاستحاضة کان ما تراه فیها حیضاً، وإن لم تکن فیها بل فیما بعدها انتظرت أیام عادتها وإن اقتضی ذلک عدم الحکم بتحیضها فیما بعد الولادة بشهر أو أزید، وهذا کما إذا کان لها عادة وقتیة واحدة فی کلّ شهر وصادفت فی الشهر الأوّل عشرة الاستحاضة.
الثانی: أن لا تکون لها عادة وقتیة، فإن کانت ذات تمییز من جهة اختلاف لون الدم وکون بعضه بلون الحیض وبعضه بلون الاستحاضة – مع توفّر سائر الشرائط – رجعت إلی التمییز، وهو قد یقتضی الحکم بتحیضها فیما بعد عشرة الاستحاضة بلا فصل، وقد یقتضی الحکم بعدم تحیضها فی شهر الولادة أصلاً، أو الحکم بتعدّد الحیض فی شهر واحد، ففی جمیع هذه الحالات ترجع مستمرّة الدم إذا کانت ذات تمییز إلی ما یقتضیه التمییز ولو فی شهور متعدّدة، وأمّا إذا لم تکن ذات تمییز بأن کان الدم ذا لون واحد فی عشرة الاستحاضة وما بعدها إلی شهر أو شهور عدیدة فحکمها التحیض فی کلّ شهر بالاقتداء ببعض نسائها و إن لم یمکن فباختیار العدد الذی لا تطمئنّ بأنّه لا یناسبها کما تقدّم تفصیل ذلک کلّه فی فصل الحیض.
فصل أحکام النفساء
ج۱ مسئله ۲۵۸ : النفساء بحکم الحائض فی الاستظهار عند تجاوز الدم أیام العادة، وفی لزوم الاختبار عند ظهور انقطاع الدم، وتقضی الصوم ولا تقضی الصلاة، ویحرم وطؤها، ولا یصحّ طلاقها.
والمشهور بین الفقهاء (رضوان الله تعالی علیهم) أنّ أحکام الحائض من الواجبات والمحرّمات والمستحبّات والمکروهات تثبت للنفساء أیضاً، ولکن جملة من الأفعال التی کانت محرّمة علی الحائض تشکل حرمتها علی النفساء وإنْ کان الأحوط لزوماً أن تجتنب عنها.
وهذه الأفعال هی:
- ۱. قراءة الآیات التی تجب فیها السجدة.
- ۲. الدخول فی المساجد بغیر اجتیاز .
- ۳. المکث فی المساجد.
- ۴. وضع شیء فیها.
- ۵. دخول المسجد الحرام ومسجد النبی (صلّی الله علیه وآله) ولو علی نحو الاجتیاز .